جمعت غرفة واحدة مريضين بمرض السرطان فى
مستشفى بإحدى ضواحى المدينة كان كلاهما فى المرحلة الأخيرة يعيش على المسكنات
إنتظاراً للموت ، يرقد أحدهما على سرير مجاور للنافذة بينما ينام الآخر على سرير
فى منتصف الغرفة وحالته أسوأ من زميله كثيراً.
كان المريض المجاور للنافذة يحاول أن يُسلى
زميله الذى لا يستطيع أن ينهض من فوق السرير ليرى الدنيا بسبب حالته التى تقترب من
النهاية .. فيحكى له ما يراه من خلال النافذة المجاورة كان يصف له منظر الأشجار
والعصافير الملونة التى تطير بين أغصانها ولناس الذين يروحون ويجيئون وغيرها من
المناظر التى تجلب البهجة وتخفف من حدة القتامة والجهامة التى يعيشانها فى ذلك
الموقف العصيب.
وفى صبح أحد الأيام إستيقظ المريض الأسوأ
حالاً ليجد زميله الذى يرقد مجاوراً للنافذة وقد فارق الحياة ، حزن وإبتأس وطلب من
إدارة المستشفى أن تنقله من سريره الذى ينام عليه إلى سرير زميله الراحل المجاور
للنافذة حتى يرى الدنيا بعينه ويؤنس نفسه بحركة الحياة خارج هذا المكان ، كما كان
يفعل زميله قبل أن يموت معه .
وعندما نقلوه جوار النافذة فوجئ أن المنظر
الذى تطل عليه الغرفة هو حائط جامد وليس حديقة بها أشجار وعصافير ولا بشر يذهبون
ويجيئون طكما كان يصف له الزميل الغائب ذلك المشهد كل يوم . وترحم المريض على
صديقه الملئ بالإنسانية فقد كان يريد أن يمنحه فى كل يوم أملاً جديداً بأن ينقل له
الحياة بنبضها محاولاً إضفاء البهجة والسعادة ولو قليلاً عليه حتى لو كان كل ما
يحكيه محض خيال ....
ملحوظة : هذا المقال مأخوذ من جريدة
مقال مؤثر جدا
ردحذفوالجميل إن الغنسان رغم ألامه يخفف من حدة ألم إنسان أخر
سلمتى أختى على نقلك لهذا الموقف الإنسانى
شكراً جداً على تعليقك ورأيك
ردحذفوشكراً لوجودك الدائم هنا فى مدونتى البسيطة
لك منى أرق الأمنيات ؛؛؛