24‏/06‏/2013

شؤون صغيرة

شؤون صغيرة
تمر بها أنت .. دون التفات
تساوي لدي حياتي
جميع حياتي..
حوادث .. قد لا تثير اهتمامك
أعمر منها قصور
وأحيا عليها شهور
وأغزل منها حكايا كثيرة
وألف سماء..
وألف جزيرة..
شؤون ..
شؤونك تلك الصغيرة
فحين تدخن أجثو أمامك
كقطتك الطيبة
وكلي أمان
ألاحق مزهوة معجبة
خيوط الدخان
توزعها في زوايا المكان
دوائر.. دوائر
وترحل في آخر الليل عني
كنجم، كطير مهاجر
وتتركني يا صديق حياتي
لرائحة التبغ والذكريات
وأبقي أنا ..
في صقيع انفرادي
وزادي أنا .. كل زادي
حطام السجائر
وصحن .. يضم رمادا
يضم رمادي..
***
وحين أكون مريضة
وتحمل أزهارك الغالية
صديقي.. إلي
وتجعل بين يديك يدي
يعود لي اللون والعافية
وتلتصق الشمس في وجنتي
وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة
وأنت ترد غطائي علي
وتجعل رأسي فوق الوسادة..
تمنيت كل التمني
صديقي .. لو أني
أظل .. أظل عليلة
لتسأل عني
لتحمل لي كل يوم
ورودا جميلة..
وإن رن في بيتنا الهاتف
إليه أطير
أنا .. يا صديقي الأثير
بفرحة طفل صغير
بشوق سنونوة شاردة
وأحتضن الآلة الجامدة
وأعصر أسلاكها الباردة
وأنتظر الصوت ..
صوتك يهمي علي
دفيئا .. مليئا .. قوي
كصوت نبي
كصوت وارتطام النجوم
كصوت سقوط الحلي
وأبكي .. وأبكي ..
لأنك فكرت في
لأنك من شرفات الغيوب
هتفت إلي..
***
ويوم أجيء إليك
لكي أستعير كتاب
لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب
تمد أصابعك المتعبة
إلى المكتبة..
وأبقي أنا .. في ضباب الضباب
كأني سؤال بغير جواب..
أحدق فيك وفي المكتبة
كما تفعل القطة الطيبة
تراك اكتشفت؟
تراك عرفت؟
بأني جئت لغير الكتاب
وأني لست سوى كاذبة
..
وأمضى سريعا إلى مخدعي
أضم الكتاب إلى أضلعي
كأني حملت الوجود معي
وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور
وأنبش بين السطور .. وخلف السطور
وأعدو وراء الفواصل .. أعدو
وراء نقاط تدور
ورأسي يدور ..
كأني عصفورة جائعة
تفتش عن فضلات البذور
لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير
تركت بإحدى الزوايا ..
عبارة حب قصيرة ..
جنينة شوق صغيرة
لعلك بين الصحائف خبأت شيئا
سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا ..
***
وحين نكون معا في الطريق
وتأخذ - من غير قصد - ذراعي
أحس أنا يا صديق ..
بشيء عميق
بشيء يشابه طعم الحريق
على مرفقي ..
وأرفع كفي نحو السماء
لتجعل دربي بغير انتهاء
وأبكي .. وأبكي بغير انقطاع
لكي يستمر ضياعي
وحين أعود مساء إلى غرفتي
وأنزع عن كتفي الرداء
أحس - وما أنت في غرفتي -
بأن يديك
تلفان في رحمة مرفقي
وأبقي لأعبد يا مرهفي
مكان أصابعك الدافئات
على كم فستاني الأزرق ..
وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع
كأن ذراعي ليست ذراعي..
(نزار قبّانى)

نظرة من نافذة



جمعت غرفة واحدة مريضين بمرض السرطان فى مستشفى بإحدى ضواحى المدينة كان كلاهما فى المرحلة الأخيرة يعيش على المسكنات إنتظاراً للموت ، يرقد أحدهما على سرير مجاور للنافذة بينما ينام الآخر على سرير فى منتصف الغرفة وحالته أسوأ من زميله كثيراً.
كان المريض المجاور للنافذة يحاول أن يُسلى زميله الذى لا يستطيع أن ينهض من فوق السرير ليرى الدنيا بسبب حالته التى تقترب من النهاية .. فيحكى له ما يراه من خلال النافذة المجاورة كان يصف له منظر الأشجار والعصافير الملونة التى تطير بين أغصانها ولناس الذين يروحون ويجيئون وغيرها من المناظر التى تجلب البهجة وتخفف من حدة القتامة والجهامة التى يعيشانها فى ذلك الموقف العصيب.
وفى صبح أحد الأيام إستيقظ المريض الأسوأ حالاً ليجد زميله الذى يرقد مجاوراً للنافذة وقد فارق الحياة ، حزن وإبتأس وطلب من إدارة المستشفى أن تنقله من سريره الذى ينام عليه إلى سرير زميله الراحل المجاور للنافذة حتى يرى الدنيا بعينه ويؤنس نفسه بحركة الحياة خارج هذا المكان ، كما كان يفعل زميله قبل أن يموت معه .
وعندما نقلوه جوار النافذة فوجئ أن المنظر الذى تطل عليه الغرفة هو حائط جامد وليس حديقة بها أشجار وعصافير ولا بشر يذهبون ويجيئون طكما كان يصف له الزميل الغائب ذلك المشهد كل يوم . وترحم المريض على صديقه الملئ بالإنسانية فقد كان يريد أن يمنحه فى كل يوم أملاً جديداً بأن ينقل له الحياة بنبضها محاولاً إضفاء البهجة والسعادة ولو قليلاً عليه حتى لو كان كل ما يحكيه محض خيال ....
ملحوظة : هذا المقال مأخوذ من جريدة

22‏/06‏/2013

ماذا أقول له


ماذا أقول له لو جاء يسألني ، إن كنت أكرهه أو كنت أهواه
ماذا أقول إذا راحت أصابعه ، تلملم الليل عن شعري وترعاه
غداً إذا جاء أعطيه رسائله ، ونطعم النار أحلى ما كتبناه
حبيبتي .. هل أنا حقاً حبيبته ، وهل أصدق بعد الهجر دعواه
أما انتهت من سنين قصتي معه ، ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه
أما كسرنا كؤوس الحب من زمن ، فكيف نبكي على كأس كسرناه
رباه أشياءه الصغرى تعذبني ، فكيف أنجو من الأشياء رباه
هنا جريدته في الركن مهملة ، هنا كتاب معاً كنا قرأناه
على المقاعد بعض من سجائره ، وفي الزوايا بقايا من بقاياه
مالي أحدق في المرآة أسألها ، بأي ثوب من الأثواب ألقاه
أأدعي أنني أصبحت أكرهه ، وكيف أكره من في الجفن سكناه
وكيف أهرب منه إنه قدري ، هل يملك النهر تغييراً لمجراه
أحبه .. لست أدري ما أحب به ، حتى خطاياه ما عادت خطاياه
الحب في الأرض بعض من تخيلنا ، لو لم نجده عليها لإخترعناه
ماذا أقول له لو جاء يسألني ، إن كنت أهواه .. إني ألف أهواه


(نزار قبّانى) 

21‏/06‏/2013

شروق



لم تستطيع النوم طيلة ساعات الليل المظلم ظلت تنظر لجدران المنزل فى صمت ظلت وحيدة والوحدة تقتلها وتسرق منها أجمل لحظات وسنين عمرها ظلت تتذكر الحبيب الراحل الذى ما زال حبه يعيش بداخلها كانت تتذكر كلماته حبه خوفه عليها لهفته للقاءها ورؤية وجهها تذكرت كل هذا وبدأت دموعها تنساب من عينيها ظلت تبكى فى صمت ، ظلت لا تدرى حتى لماذا تنهمر الدموع هكذا هل لأنها وحيدة أم على الحب الضائع .
هى كانت تريد أن تخلد إلى النوم ولكنها لا تستطيع لأن النوم أصبح مثل حبيبها يتركها وحيدة .
أصبحت تترجى النوم حتى ترتاح من الألم القاتل الذى دق باب عقلها ، حتى ترتاح من كثرة التفكير ف الماضى وكثرة الهموم التى كانت ترتمى على عاتقها من وحدتها المحرقة .
شروق هذه كانت تعشق الغروب فقد رأته مع حبيبها كثيراً وأغمرت أشعة الشمس حينذاك وجههما معاً مع نظرة فيها حب وإبتسامة ترتسم على ملامحهما .
ولكن الغريب اليوم أنها ظلت مستيقظة حتى الشروق الذى أوجعها كثيراً لأنها كانت لا تريد أن تظل هكذا وحيدة حتى شروق الشمس هذا كان موجع ومؤلم لها كان يعذبها أن تفكر فى من هو لا يفكر فيها مطلقاً لا يتذكرها سوى لحظات فهى من أعطته كل لحظة فى عمرها أصبح اليوم لا يتذكرها سوى لحظات من عمره .
إنها حقاً تستحق الشفقة ما زالت حتى هذه اللحظة تتمنى الخلود إلى النوم برغم أنها إضطرت لأخذ دواء يساعدها على النوم ولكن هذ الدواء لم يؤثر فى يقظتها وسيطرة ذكرياتها على عقلها فذكرياتها كانت أقوى من أى دواء لكن الموت فقط قد يهزم هذه الذكريات .
تسأل نفسها هل تذكرنى قبل النوم هل نام سريعاً اليوم أم ظل يفكر بحالى ويحن لرؤياى وللحديث معى ولضحكة وجهى هل أدمعت عيناه مثلما أدمعت عينى؟
علامات إستفهام ليس لها إجابة ................
شعورها بضوء الشمس الذى يملأ المكان وهى وحيدة ماذا تنتظر وتنتظر من ولماذا يحدث معها كل هذا ؟  هى تفكر وتبكى وتحزن وتتذكر وتروح ذهاباً وإياباً فى أرجاء المنزل تدعى ربها أن تخلد للنوم بدلاً من هذا العناء القاتل .
كانت كلمة طيبة منه تكفيها
كانت بسمة على وجهه لها ترضيها
فهى تقول لنفسها " مازال هناك من يتعذب بحُبه لى مثلما أنا أتعذب بحبى له "
فأنت قدرى وسرى وذاتى

زعلانة منك



 زعلانة منك عشان سبتنى وحدى
عشان وعدتنى هتكلمنى ومكلمتنيش
عشان قولتلى هنحكى وانتظرتك طول اليوم ومسمعتنيش
ده انت حتى عليا مطمنتيش
على وجودى معاك ع حياتى وياك ع الصداقة اللى بينا موفتنيش
ده انت غالى عليا
ده انت صديقى وأخويا وأهم ما ف الدنيا ديا
انت عارف إنك صديقى الوحيد وبرضو بتقسى عليا
عارف إنى ماليش حد ف الدنيا ديا
عارف قد ايه محتاجه ليك وقد ايه صعب عليا
عارف إنى بحب أرضيك وأشوفك مبسوط وده كمان كان صعب عليا
كنت بطمن عليك قبل ما تتطمن عليا
كنت بخاف عليك قبل ما تخاف عليا
كنت بشوفك بقلبى قبل عينيا
مش انت صديقى الوحيد والاقى زيك فين ف الدنيا ديا
كنت كل ما أجى احكيلك ايه مزعلنى تغير الموضوع وكأنى انا حمل تقيل مش بس عليك وكمان عليا
 



سبتنى وحدى ودموعى بتقولك بجد زعلانة منك عشان محستش بيا

14‏/06‏/2013

إهداء



إهدى كل مشاعرك لمن تحب ......
إجعله يشعر أنه أغلى ما فى الدنيا لأنه عندما يرحل ستحزن عليه أشد الحزن وسيكون وقت المشاعر قد فات أوانه ، إذا أغضبته إذهب إليه وإرضيه حتى لو كان رضاه على حساب سعادتك ، إحتويه بداخلك وضُمه إليك وحافظ عليه قبل أن يصبح ذكرى .
لأن الحب الحقيقى لا يأتى سوى مرة واحدة فقط ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ 

قل له إننى إفتقدتك كثيراً ولا تخجل فقد تُسعدك أكثر مما قد تُسعده .......

خوف ورهبة



يعترينى خوفاً من داخلى
أشعر بأن أجمل أيام عمرى تُسرق منى
أشعر وكأن كبرت خمسون عاماً
فمتى أراك وأشعر بالأمان برؤياك
أنا دونك أشعر أننى بائسة
يملأنى حزن ورهبة من الغد
أشعر بأننى وحيدة بدونك
أشعر أننا بيننا بحار ومحيطات
أشعر بأنى أراك على مدد البصر
ولكن يدى لا تصل إليك
أشعر وكأنى فى صحراء وحدى وقد
 نفذ الماء منى لقد ضللت الطريق بدونك
 وأشتاق إليك للحنان للدفء الذى تمنحنى إياه
لقد تشقق بحر حبى دون أن ترويه بحبك
لقد ذبلت أوراق قلبى دون أن ترويها بعشقك
تخيل دونك ماذا أشعر وماذا يعترينى وماذا يحدث لكيانى
لقد فقدت ذاتى وعقلى بدونك ، فقدت بسمتى وضحكتى بدونك
أشعر أن الموت راحة بالنسبة لى
أتمناه أتتوق إليه فأنت راحتى وبسماتى وضحكتى وذاتى
أنا بدونك قد ماتت زهورى ومات بداخلى إحساسى ؛؛؛؛؛؛؛؛؛

13‏/06‏/2013

تركنى ومضى



تركنى ومضى فى وسط الطريق
حتى لم ينتظرنى أن أعود ومضى
قال لى لن أتركك وحيدة ولكنه مضى
قال لى لن أتخلى عنكى أبداً مهما كانت الظروف ولكنه مضى
قال لى أنتى حبيبتى ولم أُحب سواكِ ولكنه مضى
قال لى أنتى فى عينى ولن أجعلك حزينة مرة أخرى ولكنة مضى
قال سأظل دائماً بجانبك ولكنه مضى
قال لى أننى أُحبك جداً مثل العالم بكل ما فيه ولكنه مضى
قال لى سأقف فى وجه العالم من أجلك وفى النهاية تركنى ومضى
كنت أظن أنه يحبنى حقاً
كنت أظن أنه يكفى وجودى بجواره
كنت أظن أن وجودى فى حياته مثل الهواء لا يستغنى عنه أبداً
كنت أظن أننى حُب عمره مثلما كان حُب عمرى
هو يعلم أن حياتى بدونه مؤلمة قاتلة مميتة ورغم ذلك تركنى ومضى
بدأ يُعنتنى يُوبخنى ويجرحنى وكنت أتحمل
وفى النهاية كان جزاء حبى وصبرى أنه تركنى ومضى
تركنى وحيدة تائهة لا أعرف أى إتجاه أسير
فبأى ظلم جنى علىّ وفى أى طريق قد مضى
إننى أحببته حقاً ولم أحب سواه
فقولوا له أن فى قلبى ذكراه
وأن نبضى كان له وبه ولن أستطيع أن أعيش بدون هواه
قولوا له أننى ما زلت أتنفس عشقه
ومجرى حبه فى شريانى حتى لو هو غير مجراه