08‏/05‏/2013

قصة قصيرة



ذكرى منسية
كانت هى تعطى ولا تنتظر أن تأخذ كانت تضحى من أجل إسعاده فهو ابنها الذى لم تلد سواه عاشت له وعاشت من أجله ، عاشت من أجل أن تعطيه فقط ولا تفكر فى عواقب أن تلبى كل طلباته بهذه الطريقة فكان يعاملها بقسوة وكان لا يرأف بحالها ولا بإنتظارها له لرؤيته فكانت هى دائمة الإنتظار أن تلبى طلباته وتسعده وأن تراه بعدما كبر عمره تركها وحدها دون أن يسأل عليها ، كانت تحرم نفسها من أجل أن لا تحرمه هو فهى كانت معطائه جداً فوق الخيال تتحمل من أجله كل العناء والمشقة وقسوة الأيام عليها وتحزن من أجله وله ولا شئ سواه يشغل تفكيرها ولكنها إكشتفت أنانيته مؤخراً بعد مرضها ولكن قد فات الآوان لقد شعرت بإهماله لها ولكنها كانت تعلم ما سيحدث ولكنها دوماً كانت تقنع نفسها أنه يحبها ولن ينساها فقد إنهارت عندما علمت أنه أنانى لمثل هذه الدرجة أنه لا يُقدر تضحية أحد حتى ولو كانت هى .
لقد مرضت ودخلت المستشفى وكان هو لا يزورها إلا كما يفعل الغريب بل كان الغريب يفعل أكثر منه بكثير فقد كانت فى غيبوبة وعندما أفاقت نظرت حولها كى تراه ولكنه هو لم يكن موجوداً فتساقطت دموعها من عينيها الحزينة
وأخيراً لقد توفت هذه الأم المُضحية وهو حتى لا يتذكرها ولا يقرأ لها الفاتحة
فعجباً لمثل هذا الجفاء فرحمة الله عليكى أيتها الأم الحنونة التى أعطت كثيراً ولم تأخذ سوى النسيان .

أتمنى أن كل من يقرأ هذه القصة يرأف بوالدته وأن يسعى لإرضاءها لأن الجنة تحت أقدام الأمهات ؛؛؛؛؛؛؛

هناك 4 تعليقات:

  1. ندى الربيع
    رغم إن حال الام يحرك القلوب الجامده ولكنى شخصيا ارى أن الإنسان كما يزرع يحصد فقد علمته الأنانيه وحب الذات بتلبة كل ما يرغب به دون راجع . فلولا فشلها فى تربيته ما كان عاملها هكذا
    ولو علم هو أن أبواه هما بابى الجنه وأنه لو خسر أحدها كأنما أغلقت أحد أبواب الجنة فى وجهه ما عملها هكذا

    وربنا يرزقنا بر الوالدين والمسلمين أجمعين

    ردحذف
  2. اللهم ارحم والديا كما ربيانى صغيرا

    ردحذف
  3. استاذ جمال
    انا أرى أن هذه الأم لم تفشل فى عطاءها لابنها ولكنه هو الذى لم يقدر هذا العطاء وهذا الحنان فليس كل من يعطى عطاءاً بلا حدود فاشلاً ولكن هناك من ينكر الجميل وينكر الحب والعطاء هناك دائماً من لا يعترف بفضل الآخرين عليه وانهم السبب فى نجاحه وتقدمه ليس فى الامومة فقط ولكنه فى علاقات أخرى غير الامومة ، هو الذى فشل فى رد الجميل للام الحنونه المضحية .
    أتعلم أن عدم الإعتراف بالجميل هو قمة الأنانية عموماً هذا الابن لم يعرف حتى الان أنه ما زال يعيش بدعوات والدته له ولم يعرف ان نجح فى حياته ببركتها هى ؛؛؛ اللهم ارحمها

    ردحذف
    الردود
    1. ندى
      الإعتراف بالجميل شئ ناشئ عن التربيه فى حد ذاتها فلو لكى طفل من المؤكد إنك تستطيعين أن تزرعى فيه أى سلوك أو تصرف حسن وأن تنزعى منه التصرفات السيئة

      إلا أننى لا أضع مبرر لهذا الشخص فأيا كان سلوكه فهى أمه ولا يحق له أن يعاملها بهذا الجفاء مهما كانت فما بالك بأنها أم مضحيه من اجل وليدها ففى النهاية كل شئ يعود للمنبع الذى استقى منه شخصيته

      حذف